القائمة الرئيسية

الصفحات

حرمان من الأجور وطرد تعسفي وخوف من الإصابة...




يعيش العمال الأجانب في الخليج حالة من الذعر والقلق بسبب تفشي فيروس كورونا في دول المنطقة، وما نتج عنها من إغلاقات شاملة وعدم دفع بعض المشغلين للرواتب فضلا عن الخوف من الإصابة بالوباء. وحذرت منظمات حقوقية من أن حياة هؤلاء العمال قد تكون معرضة للخطر.
يواجه الملايين من العمال الأجانب في أنحاء دول الخليج حالة من الذعر وعدم اليقين بعد إعلان هذه البلدان إغلاقات شاملة وعدم دفع بعض المشغلين للرواتب، فضلا عن النظر في إمكانية صرف موظفين، في إطار إجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
منظمة العفو الدولية قالت إن العمال "المحتجزون في مخيمات" هم الأكثر عرضة للخطر، إذ يعيشون في ظروف تجعل من التباعد الاجتماعي أمرا مستحيلا. وحذرت جمعيات حقوقية أخرى من بينها "هيومن رايتس ووتش" من أن المساكن المكتظة ونقص الوصول إلى مياه نظيفة في بعض الأماكن قد يعرض حياة عمال للخطر.
بالإضافة إلى ذلك، فإنهم قد لا يحصلون على رواتبهم وقد يتعرضون للفصل التعسفي أو حتى الترحيل، الأمر الذي ينذر بكارثة لعائلاتهم التي تعتمد على مدخولهم.
نظام إدارة العمل يمنح أصحاب العمل سلطات واسعة على العمال
وقالت الباحثة في "هيومن رايتس ووتش" هبة زيادين إن "العمال الأجانب في الخليج يتواجدون بالفعل في موقف سيء بموجب نظام إدارة العمل الذي يمنح أصحاب العمل سلطات واسعة على العمال المهاجرين ويؤدي إلى إساءة معاملتهم واستغلالهم".
وبحسب زيادين، فإنه "يتوجب على دول الخليج أن تذهب إلى أبعد من مجرد فرض إجراءات للحد من انتشار الفيروس في مساكن العمال وأماكن احتجازهم".
ويتحدر غالبية هؤلاء العمال الأجانب من بنغلادش والهند والنيبال وباكستان. وقال العديد ممن تحدثت معهم إنهم يشعرون بالخوف على صحتهم وأيضا على الأمان الوظيفي.
"نحن في حالة إغلاق منذ ثمانية إلى عشرة أيام"
ويروي مهندس باكستاني (27 عاما) في قطر (التي تدخل الأسبوع الثاني من الحجر الصحي الإلزامي): "نحن في حالة إغلاق منذ ثمانية إلى عشرة أيام، ولا نعلم متى سينتهي هذا". وهو واحد من آلاف العمال الأجانب العالقين في المنطقة الصناعية التي تبعد 15 كيلومترا عن وسط العاصمة الدوحة.
وسعت قطر إلى إغلاق المنطقة لفترة أسبوعين مبدئيا بعد تسجيل عدد من الإصابات.
للمزيد- كورونا: هل نعرف حقيقة ما يجري في الدول العربية؟
في السعودية، التي يوجد فيها 10 ملايين عامل أجنبي، اشتكى عمال أجانب من طلب أصحاب العمل منهم التوجه للعمل، بينما سمح للسعوديين بعدم العمل مع دفع الرواتب.
وقال دبلوماسي عربي في الرياض إن العديد من العاملين في القطاع الخاص "يعانون بسبب إغلاق غالبية هذه القطاعات، بينما يقوم العديد من أصحاب العمل بإجبار العمال على الجلوس في منازلهم بدون رواتب". وأضاف: "على الرغم من تعويضات المملكة للقطاع الخاص، يقوم أصحاب العمل باستغلالها لتغطية خسائرهم بسبب الإغلاق بدون الاهتمام بالعمال".
الخوف من إجراءات عقابية...
وبعد السعودية، تستضيف الإمارات ثاني أكبر عدد من العمالة الأجنبية مع 8,7 مليون عامل، ثم تليها الكويت مع 2,8 مليون شخص.
وفي الكويت، اشتكت أم صابرين وهي مصرية تدير مركزا للتجميل من أنها لن تحصل على راتب شهر نيسان/أبريل المقبل بسبب إغلاق العمل.
وتعتزم السيدة مقاضاة صاحبة العمل، ولكن يتردد كثير من العمال في منطقة الخليج في القيام بذلك خوفا من إجراءات عقابية، بينما يؤكد آخرون أن الوضع الصحي في بلدانهم أسوأ بكثير.                 
وأدخلت قطر سلسلة إصلاحات على قوانين وأنظمة العمل المعمول بها منذ اختيارها لاستضافة كأس العالم في عام 2022، الأمر الذي أطلق برنامج بناء ضخما يوظف عمالا أجانب.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع